لكن ما أسباب هذه الظاهرة وكيف يمكن معالجتها؟
أسباب الإجهاض كثيرة ومتنوعة, فمن الأسباب العامة بعض الأمراض المزمنة والمعدية وأيضاً الأمراض الناتجة عن خلل فى الجهاز المناعى, ومن الأسباب المرضية وجود بعض العيوب الخلقية والمشاكل التشريحية فى تكوين الرحم أو عنق الرحم, وهناك أيضا أسباب تتعلق ببعض العيوب فى السائل المنوى للزوج, وأخرى تتعلق بالتكوين الوراثى للبويضة المخصبة ذاتها.ولكل حالة وسائل التشخيص والعلاج المناسب سواء عن طريق الأدوية أو الجراحة أو كليهما معاً .
التطور العلمي :
وقد ساعد التطور العلمى فى السنوات القليلة الماضية على كشف كثير من الأسباب التى تؤدى إلى فقدان الجنين والتى كانت غير معروفة من قبل ومن أهمها الخلل فى التكوين الكروموزومى والخلل فى الداء الجهاز المناعى, فمن المعروف علمياً أن الجسم يلفظ خارجه كل الأجسام الغريبة عن تكوينه المناعى.ونجد ذلك واضحا عند إجراء عمليات زرع الأعضاء, حيث تم السيطرة على ذلك من خلال أدوية معينة تساعد على تقبل الجسم للعضو المزروع.
تأثيرات مناعيه :
أما فى حالة الحمل فيختلف الأمر, فعلى الرغم من أن الجنين يحمل مكونات وراثية وتأثيرات مناعية من الأب تعتبر جسماً غريباً داخل جسم الأم, فقد اقتضت العناية الإلهية حدوث سلسلة من التغيرات المناعية الطبيعية التى تحمى هذا الجنين من أن يلفظه جسد الأم.ولكن هناك بعض الأمراض تحدث خللا فى وظيفة الجهاز المناعى، فيقوم جسد الأم بالتعامل مع الجنين كجسم غريب ويسعى للفظه, مما يسبب الإجهاض المتكرر.وقد أدت الأبحاث الحديثة فى هذا المجال إلى اكتشاف وجود بعض الأجسام المضادة الذاتية فى دم الأم, كالأجسام المضادة للأحماض النووية والأجسام المضادة، التى تصاحب مرض الذئبة الحمراء.