أغرب ما قرأت عن لقمان الحكيم .

0
2106
أغرب ما قرأت عن لقمان الحكيم .

من هو لقمان الحكيم ؟

   لم يكن لقمان نبياً . قيل في بعض كتب التاريخ أن لقمان ( الحكيم ) كان عبدا اسودا من سودان مصر ، لكنه الى جانب وجهه السود .. له قلب مضيء وروح صافية ، ولم توضح لنا الروايات والأحاديث أنه كان نبيا أو رسولا مرسلا… ومع ذلك لما رأى الله منه الصفات الحسنة ، وصدق الحديث ، أهداه الحكمة كهبة من هباته .

 

   ولقد جاء عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ( حقا أقول : لم يكن لقمان نبيا ، ولكن كان عبدا كثير التفكر ، حسن اليقين ، حب الله ، فأحبه , ومن عليه بالحكمة ) . لقمان هذا لم يكن أيضا ملكا ولم يكن صاحب أموال كثيرة ، لم يكن الا راعيا من رعاة مصر .. لكن الله خلده في القرآن الكريم وشرفه بسورة مختصة باسمه , ويورد فيها كلامه لإبنه وهو يعظه وأول الأشياء في وصيته هي اخلاص العبادة لله ( يابني لاتشرك بالله ان الشرك لظلم عظيم ) .

 

لقد روى عن لقمان وحكمته  :

   (( أما والله ما أوتي لقمان الحكمة بحسب ولامال ولاأهل ولابسط في جسم ولاجمال , ولكنه كان رجلاً قوياً في أمر الله متورعاً في الله ، سا كتا , سكينا( وفي رواية ساكناً، مستكيناً) عميق النظر ، طويل الفكر ، حديد النظر مستعن بالعبر . لم ينم نهاراً قط ولم يره أحد من الناس على بول ولا غائط ولا إغتسال لشدة تستره وعمق نظره وتحفظه في أمره .

 

   ولم يضحك من شيء قط مخافة الإثم في دينه , ولم يغضب قط ولم يمازح انساناً قط ولم يفرح بشيء بما اوتيه من الدنيا إن أتاه من أمر الدنيا ولا حزن منها على شيء قط . وقد نكح من النساء وولد له الأولاد الكثيرة وقد أكثرهم إفراطا ( أي مات قبل بلوغه) , فما بكى على موت احد منهم . ولم يمر برجلين يختصمان أو يقتتلان إلا أصلح بينهما , ولم يمض عنهما حتى تحابا . ولم يسمع قولاً من احد استحسنه إلا سأله عن تفسيره وعمن أخذه , فكان يكثر مجالسة الفقهاء والحكام , وكان يغشى القضاة والملوك والسلاطين فيرثي للقضاة مما ابتلوا به ويرحم الملوك والسلاطين لغرتهم وطمأنينتهم في ذلك ويعتبر ويتعلم ما يغلب به نفسه ، ويجاهد به هواه ، ويحترز به من الشيطان  .

 

حديث مع الملائكة :

   وكان يداوي قلبه بالتفكر، ويداوي نفسه بالعبر ، وكان لا يصغي إلا فيما ينفعه ولا ينظر إلا فيما يعنيه ، فبذلك أوتي الحكمة ومنح العصمة وان الله تبارك وتعالى أمر طوائف من الملائكة حين انتصف النهار وهدأت العيون بالقائلة فنادوا لقمان حيث يسمع ولايراهم فقالوا يالقمان هل لك أن يجعلك الله خليفة في الأرض تحكم بين الناس ؟ فقال لقمان : إن أمرني ربي بذلك فالسمع والطاعة لأنه إن فعل بي ذلك أعانني عليه وعلمني وعصمني وان هو خيرني قبلت العافية .

 

   فقالت الملائكة : يا لقمان لم قلت ذلك؟ قال لأن الحكم بين الناس بأشد المنازل من الدين , وأكثر فتناً وبلاءً ما يخذل ولايعان ويغشاه الظلم من كل مكان ، وصاحبه منه بين أمرين ان أصاب فيه الحق فبالحري إن يسلم , وان اخطأ أخطاً طريق الجنة ومن يكن في الدنيا ذليلاً ضعيفاً كان أهون عليه في المعاد من أن يكون فيه حكماً سرياً شريفاً . ومن اختار الدنيا على الآخرة يخسرهما كلتيهما ، تزول هذه ولا تدرك تلك ، قال : فتعجبت الملائكة من حكمته وأستحسن الرحمن منطقه فلما أمسى وأخذ مضجعه من الليل أنزل الله عليه الحكمة فغشاه بها من رأسه الى قدمه وهو نائم وغطاه بالحكمة غطاءً , فأستيقظ وهو احكم الناس في زمانه , وخرج على الناس ينطق بالحكمة .

من صفات لقمان  :

1. التواضع وفن الانصات
2. صفة الحب والرحمة
3. العمل في خدمة الناس

اترك رد