تستخدم الأدوية في معالجة الكثير من الأمراض المختلفة أو التخفيف منها، وقد تؤدي التفاعلات السلبية منها إلى تأثيرات جانبية خطيرة، فقد تتفاعل العقاقير مع بعضها البعض أو قد تتفاعل مع العديد من العناصر الغذائية، وبالتالي تؤثر على الحالة الغذائية للمريض .
لذلك يجب أخذها بعين الاعتبار عند إعطاء ووصف الرعاية الغذائية. وقد تحدث التفاعلات ما بين المواد الغذائية والعقاقير الطبية بالعديد من الطرق؛ فقد تؤثر هذه العقاقير سلبياً على عمليات الامتصاص للعناصر الغذائية، كما قد تؤثر على بعض حواس الجسم كحاسة التذوق . ومن ناحية أخرى فقد تؤثر الأغذية على امتصاص الأدوية ومعالجتها داخل الجسم، وفي هذا العدد سنلقي الضوء على هذه التداخلات ما بين الغذاء والدواء .
يعمل الغذاء كمؤثر على فاعلية العقاقير الطبية؛ إذ يتأثر امتصاص الدواء بعدة عوامل كدرجة الحموضة للمعدة والأمعاء الدقيقة وحركة الأمعاء على الأطعمة والمشروبات إلى تغيير هذه العوامل؛ مما يؤثر على درجة الامتصاص من خلال المتغيرات في الاستقرار والذوبانية والأيونية أو الفترة الزمنية الناقلة. أيضاً قد تحتوي الأطعمة على مواد نشطة تتفاعل مع الأدوية وتعطي نتائج غير مستحبة.
كذلك لوحظ أن وجود الطعام في القناة الهضمية له تأثير على سرعة امتصاص الدواء خاصة الأدوية التي تؤخذ عن طريق الفم؛ ففي حالة خلو المعدة من الطعام فإن سرعة الامتصاص للأدوية تزداد، وذلك لسهولة انتقال الأدوية من المعدة إلى الأمعاء حيث يتم امتصاص أغلب الأدوية . كذلك تلعب نوعية الطعام في سرعة الامتصاص لبعض العقاقير كالتتراسيكلين الذي يكون مركبات معقدة مع الكالسيوم الموجود في منتجات الحليب والخضراوات الورقية الخضراء كالخس والجرجير .
كما تؤدي الأطعمة الدسمة أو الأطعمة ذات الجزيئات الكبيرة كالبروتين والكربوهيدرات إلى بطء سرعة الامتصاص، وذلك بسبب بطء انتقال الأدوية إلى الأمعاء ويمتص الدواء عن طريق الأغشية المبطنة للمعدة والأمعاء الدقيقة ليصل إلى الدم الذي يقوم بتوزيعه على أجهزة الجسم المختلفة.