فى رأى العلامه إبن سيرين :
سمعت أبا بكر أحمد بن الحسين بن مهر أن المقري قال اشتريت جارية أحسبها تركية ولن تكن تعرف لساني ولا أعرف لسانها وكان لأصحابي جوار يترجمن عنها قال فكانت يوما من الأيام نائمة فانتهت وهي تبكي وتصيح وتقول يا مولاي علمني فاتحة الكتاب فقلت في نفسي انظر إلى خبسها تعرف لساني ولا تكلمني به فاجتمع جواري أصحابي وقلن لها لم تكوني تعرفين لسانه والساعة كيف تكلمينه فقالت الجارية إني رأيت في منامي رجلا غضبان وخلفه قوم كثير وهو يمشي فقلت من هذا فقالوا موسى عليه السلام ثم رأيت رجلا أحسن منه ومعه قوم وهو يمشي فقلت من هذا فقالوا محمد صلى الله عليه و سلم فقلت أنا أذهب مع هذا فجاء إلى باب كبير وهو باب الجنة فدق ففتح له ولمن معه ودخلوا وبقيت أنا وامرأتان فدققنا الباب ففتح وقيل من يحسن أن يقرأ فاتحة الكتاب يؤذن لها فقرأتاها فأذن لهما وبقيت أنا فعلمني فوائد كثيره لفاتحة الكتاب .
( ومن رأى ) شيثا عليه السلام نال أموالا وأولادا وعيشة راضيه .
( ومن رأى ) إدريس أكرم بالورع وختم له بخير .
( ومن رأى ) نوحا عليه السلام طال عمره وكثر بلاؤه من أعدائه ثم رزق الظفر بهم وكثر شكره لله تعالى لقوله تعالى { إنه كان عبدا شكورا } . وتزوج امرأة دينية فولدت له أولادا .
( ومن رأى ) هودا عليه السلام تسفه عليه أعداؤه وتسلطوا على ظلمه ثم رزق الظفر بهم وكذا ( من رأى ) إبراهيم عليه السلام رزق الحج إن شاء الله وقيل إنه يصيبه أذى شديد من سلطان ظالم ثم ينصره الله تعالى عليه وعلى أعدائه ويكثر الله النعمة ويرزقه زوجة صالحة وقيل إن رؤية إبراهيم عليه السلام عقوق الأب وحكى أن سماك بن حرب كف فرأى في منامه كأن إبراهيم عليه السلام مسح على عينيه وقال ائت الفرات فاغتمس فيه يرد الله عليك بصرك فلما انتبه فعل ذلك فأبصر
( ومن رأى ) إسحاق عليه السلام أصابه شدة من بعض الكبراء أو الأقرباء ثم يفرج الله عنه ويرزق عزا وشرفا وبشارة ويكثر الملوك والرؤساء والصالحون من نسله هذا إذا رآه على جماله وكمال حاله فإن رآه متغير الحال ذهب بصره نعو بالله
( ومن رأى ) إسماعيل عليه السلام رزق السياسة والفصاحة وقيل إنه يتخذ مسجدا أو يعين عليه لقوله تعالى { وإذ يرفع إبراهيم القواعد من البيت وإسماعيل } . وقيل إن من رآه أصابه جهد من جهة أبيه ثم يسهل الله ذلك عليه
( ومن رأى ) يعقوب عليه السلام أصابه حزن عظيم من جهة بعض أولاده ثم يكشف الله تعالى ذلك عنه ويؤتيه محبوبه
( ومن رأى ) يوسف عليه السلام فإنه يصيبه ظلم وحبس وجفاء من أقربائه ويرمى بالبهتان ثم يؤتى ملكا وتخضع له الأعداء فقد قيل في التعبير إن الأخ عدو وهذه دليل على كثرة صدقة صاحبها لقوله تعالى { وتصدق علينا } .