اللعاب شيء ربما يعتبره الناس بذيئا أو مقرفا وعديم الفائدة ، وحتى أنك قد لاتفكر به على الإطلاق ، ولكن إذا اختفى اللعاب من الفم فانك تتمنى عودته ثانية. لايساعدنا اللعاب على مضغ الطعام فحسب , بل أنه يحمي الأسنان من التعفن ويعدل درجة حامضية الفم ويحول دون مهاجمه البكتيريا الموجودة فيه للأنسجة .
وحين يغيب اللعاب تتراكم الترسبات ، تتآكل مينا الأسنان ، تتشكل الثقوب في الأسنان بسرعة وتنمو الفطريات بشكل كبير. تقول الدكتورة آنا دياز أستاذة طب أسنان الأسرة بجامعة أيوا ” لا اعتقد أن الناس يدركون أهمية اللعاب حتى يجف . اللعاب ضروري لصحة الأسنان ” .
يمثل كل ميللميتر واحد من اللعاب في أفواهنا مصدر حماية له حيث انه يعدل مستوى الحامضية أو القاعدية ph في الفم حين نستهلك الأطعمة أو الشراب الحامضي . كذلك يحول اللعاب دون تراكم الترسبات على الأسنان ، إن اللعاب نوع من الآليات التي تعمل على التنظيف دوما . ولكن اللتر الواحد الذي ينتجه الجسم من اللعاب يوميا يمكن أن يختفي لعدة أسباب مما يؤدي إلي جفاف الفم ، كذلك فان الإشعاع المستخدم في علاج سرطان الرأس و الرقبة يمكن أن يتلف الغدد اللعابية .
وبالإضافة إلى ذلك فان بعض الأمراض في الجهاز المناعي مثل متلازمة جوجرن تسبب جفاف العين والفم . ومن جانب آخر هناك أنواع من الأدوية تسبب جفافا مزمنا في الفم وتؤثر على الناس من جميع الأعمار. ينجم جفاف الفم كأحد الأعراض الجانبية لأدوية القلب، مضادات الهستامين، مضادات الاكتئاب، والأدوية التي تستخدم في علاج المزاجية. إن تناول اكثر من واحد من هذه الأدوية يجعل جفاف الفم أسوا .
لايدرك معظم الناس أن جفاف الفم مشكلة خطيرة حتى تصبح المسالة متأخرة جدا ، حيث تكثر ثقوب الأسنان التي تبدأ بالتعفن أو تنتشر العدوى الفطرية في الفم . وينبغي على المريض الاتصال فورا بطبيب الأسنان حين يبدأ بتناول دواء من شانه أن يؤدي إلى جفاف الفم . وحتى قبل بدء تعفن الأسنان ، يجد على الناس الذين يعانون من جفاف الفم أن الحالة تؤثر على حياتهم اليومية .
قالت سندي ثومبسون أستاذة طب الأسنان ” في كثير من الأحيان ينهض المصابون بجفاف الفم في منتصف الليل لأنهم منزعجون من الحالة، كذلك تصبح عملية البلع صعبة عند هؤلاء لأنهم يفتقرون إلى التأثير المزيت للعاب”. وللتغلب على المشكلة يجب التقليل من المشروبات والأطعمة الغنية بالسكر والحوامض وكذلك الحلويات . ومن أجل زيادة تدفق اللعاب تنصح الباحثة بشرب كميات كبيرة من الماء ومضغ العلكة وتناول المنتجات المحلاة بالسكر الصناعي .
كذلك ينبغي تجنب الحلويات بنكهة الليمون وقطرات السعال العالية الحموضة بالإضافة إلى الكافيين والكحول اللذان يجعلا الفم جافا . ويعتبر تناول الحليب مع الوجبات عاملا مساعدا على ترطيب الفم . تساعد عملية زيادة الرطوبة في المنزل ليلا على تخفيف أعراض جفاف الفم. و تلاحظ الباحثة أيضا أهمية الزيارات المتكررة لعيادات الأسنان للتنظيف والفحص ، ويمكن لأطباء الأسنان أن يصفوا غسلا لفم بالفلورايد أو استعمال معجون للأسنان يحتوي على نسبة عالية من الفلورايد للمساعدة على إعادة المعادن إلى الأسنان .
وتقترح الباحثة على المرضى سؤال أطبائهم حول الأدوية التي تناولوها وتحدث جفافا في الفم أثناء النهار حيث أن تدفق اللعاب دوري و ينخفض إلى الصفر أثناء الليل . لذا فان تناول الأدوية التي تعمل على جفاف الفم ليلا يفاقم المشكلة ، كذلك فان تنظيف الأسنان بالفرشاة قبل الذهاب إلى النوم مهم وذلك من اجل تحفيز تدفق اللعاب . وتؤثر الأدوية التي تؤدي إلى جفاف الفم على جميع الفئات العمرية ويمكن أن يكون لها عواقب وخيمة على صحة الأسنان بين الأطفال والمراهقين .