يجب توخي الحذر من الأطعمه عالية السعرات والدهون التي تتصدر مائدة الإفطار في رمضان , حيث نجد أن الكثير من الناس في رمضان يركزون على تناول الأطعمه عالية السعرات والدهون مثل الفطائر والحلويات بكافة أنواعها التي تمتلىء بها مائدة إفطار رمضان , حيث تقبل النساء على شرائها جاهزه أو يعملن على صناعتها بأيديهن داخل المنزل ، وهؤلاء في الغالب مشبعون بالدهون والسكريات , مع عزوف الأسر على تناول الفاكهه الضروريه .
وأشارت العديد من الأبحاث العلميه في هذا المجال أن الإستهلاك الغذائي الخاطىء يتزايد في طعام هذا الشهر الفضيل , وهذا بدوره يكون له أثرا سيئا على الصحه بشكل عام . وأشارت الدراسات أنه على الرغم من علم الجميع بأن رمضان شهر مخصص للعباده , إلا أن إستهلاك الأسر العربيه للحلوى والفطائر والسمن والعسل والنشويات يفوق الحد .
واستندت هذه الدراسات التي أنجزها علماء متخصصون في علوم الحميه والتغذيه , إلى طبيعة المأكولات التي تشكّل مائدة الأفطار في الدول العربيه في مثل هذه المناسبه الدينيه خاصة عند ساعة الإفطار، من قبيل الحلوى بكافة أنواعها , إضافة إلى الفطائر غالباً ما تكون مرفقه بما يكفي من السمن والعسل لهم تأثير سلبي على عملية الهضم .
وقال خبراء علم التغذيه إنه وبمقابل هذه المأكولات ، فإننا نجد أن أغلب الأسر العربيه تقلل من استهلاك الفواكه الطازجه والخضروات الطريه ، والتي تحتوي على الألياف الغذائيه الضروريه للهضم في المعده والأمعاء ، وأبرزوا أن نسبة استهلاكها في شهر رمضان لا تتجاوز لدى العرب 10 جرام إلى 15 جرام في اليوم الواحد . ومن المعروف طبيا أن إحتياج الإنسان البالغ من الألياف الغذائيه يومياً، يبلغ حسب ما ذكرته المنظمه العالميه للصحه 30 جراماً في اليوم ، وأن هذه الألياف لها تأثيرا كبيرا على حركة الأمعاء ، وتساهم في تخفيف اضطرابات الجهاز الهضمي مثل انتفاخ البطن وتواجد حموضة المعده .
إن تغيّر أنماط التغذيه وعادات تناول الطعام بالنسبة للعرب خلال شهر رمضان تؤثر بشكل سلبي على الصحه العامه للأفراد ، سواء بالنسبه للأشخاص الأصحاء اللذين يكثرون تناولهم للزيوت والسكريات ، أو الأشخاص المصابين بأمراض مزمنه مثل أمراض القلب أو السكري أو القصور والفشل الكلوي ، ويريدون الصوم في تحدي لنصائح أطبائهم . إن اختلال التغذيه وعدم توازنها ليست هي العامل الوحيد الذي يؤثر سلباً على الصحه العامه للإنسان ، فهناك أيضا عادات سيئه تضاعف من ذلك ، مثال لذلك الأكل بشكل شره طوال الليل وعدم أخذ وقتا كافيا في تقسيم وتنويع الوجبات ، وهو ما ينعكس بشكل سلبي وغير إيجابي على هرمونات الجسم ، ويقوّي الإحساس بالجوع خلال فترة الصيام ، وذلك بعكس الإنسان الذي يستهلك كميات غذائيه معتدله أو قليله لكنها متنوعه .
إن الأكل حتى التخمه واستهلاك النشويات الغنيه بالسكر والدهون والمتوافرة بكثرة في وجبة إفطار رمضان ، ينتج عنها انتفاخ البطن ومشكلات في القولون ، إلى جانب ارتفاع نسبة كولستيرول الدم، وارتفاع ثلاثي ” الكليسيريد ” ، وإرتفاع نسبة الحموضه في المعده والمريء والبلعوم وأمراض أخرى عديده . وهناك أيضا عادات سيئه مصاحبه لشهر رمضان مثل السهر وعدم ممارسة الرياضه أو بذل أي جهد عضلي أو جسماني ، يكون له تأثيرا سلبيا على الجهاز العصبي ، ويتسبب في حدوث مرض الضغط الدموي ، مما يولد لدى الشخص حاله من الخمول والكسل , يعقبها السمنه وزيادة الوزن .