خسارتك لـ30 دقيقة فقط من ساعات نومك اليومية، تكفي لكي تصيبك خلال شهورٍ قادمة بأمراضٍ قاتلة، كالسكري ومضاعفاته من فقدان البصر والسكتات الدماغية والنوبات القلبية، وتزيد من خطر إصابتك بالبدانة بنسبة ٧٢% بحسب آخر الدراسات التي تتفق مع نتائج سابقة وصفت الإنسان بالكائن “المغرور” الذي قد يقتله استهتاره بـ”ساعته البيولوجية”.
كما تتماشى هذه النتائج مع دراسات سابقة كانت قد وجدت أن الأشخاص الذين يعملون ليلاً، أو يتطلب عملهم ساعات عمل ليلية، يكونون أكثر عرضة للإصابة بالسكري ومضاعفاته ، إذ لاحظ الباحثون أن أجسادهم تصبح أكثر مقاومة لمفعول هرمون “الأنسولين”، الذي ينظم نسبة السكر في الدم، وبالتالي ترتفع تدريجياً معدلات السكر في دمائهم ويصابون بالسكري (النوع الثاني) .
وكان باحثون من كبرى الجامعات في العالم – أوكسفورد وكامبريدج وهارفارد – قد أطلقوا تحذيرات في نهاية الشهر الماضي بشأن أنظمة العمل الحالية، ووصفوا الإنسان بـ”الجنس المتعجرف والمغرور”، طالما أنه يظن أن باستطاعته التغلب على “ساعته البيولوجية” رغم أن البشرية والأجناس الأخرى القريبة منه تطورياً قد اعتادت على النوم في ساعات الليل والاستيقاظ خلال النهار طوال ملايين السنين من وجودها، محذرين من أن عدم الانتظام في ساعات النوم يؤثر سلباً على “الساعة البيولوجية” المضبوطة على انتظام 24 ساعة، وهو ما يؤدي إلى اختلال في إفراز الهرمونات يعرض الإنسان لأمراض مختلفة منها السكري.
وأثبتت الدراسة الحديثة التي أعلن عن نتائجها خلال اللقاء السنوي لـ”جمعية الغدد الصماء” في سان دييجو، أن الأشخاص الذين لا يجدون فرصة للنوم الكافي خلال أيام العمل، يكونون أكثر عرضة للإصابة بالبدانة والسكري حتى وإن عوضوا خسارتهم للنوم خلال عطلة الأسبوع، وحتى وإن لم يتجاوز مقدار خسارتهم لساعات النوم لـ30 دقيقة في اليوم، مستندة إلى مراقبة الباحثين لـ552 شخصاً .