للرضاعه العديد من الفوائد التي ينالها الطفل سواء في فترة الطفوله , أو على المدى الطويل والبعيد , ونتحدث اليوم عن فوائد الرضاعه الطبيعيه التي تحدث للطفل على المدى البعيد :
1. حماية الطفل من الأمراض العدوائيه : يستمر التاثير الايجابي لجسم الطفل الرضيع حتى بعد فطامه من الرضاعه . يلاحظ أن الأطفال الذين أرضعتهم امهاتهم – على الأقل لفترة – ستة اشهر كانوا اقل عرضة للاصابه بالامراض العدوائيه , حتى بعد ان بدأوا بتناول الطعام العادي . ووجد ان إحتمالات إصابتهم بالتهابات الاذن المتكرره وبخاصة في السنه الاولى اقل بمرتين عن أقرانهم اللذين تغذوا بالألبان الصناعيه , فضلا عن ان مدة المرض لديهم – إن حدثت – تكون أقصر في عدد أيام المرض حتى سن عامان , وتكون إحتمالات بقائهم في المستشفى لتلقي العلاج في مرحلة الطفوله أقل كثيرا .
2. الامراض المزمنة : الرضاعه الطبيعيه من حليب الأم تحمي من خطر الإصابة بالامراض المزمنه عند البوغ أو الكبر بعد عشرات السنين . لوحظ أن خطر اصابة الأطفال الذين تغذوا بالرضاعه من حليب الام من الإصابه بالسمنه هو أقل بمرتان عن غيرهم . كما ان الرضاعه الطبيعيه تقلل من خطر الاصابه بالامراض السرطانيه وبخاصة في مرحلة الطفوله . إضافة الى تقليل خطر الاصابه بأنواع معينه من مجموعة الأمراض السرطانيه مثل اللوكيميا وسرطان الدم مدى الحياه .
كما تسهم الرضاعه الطيعيه لحليب الأم, بكثير من الطرق في تقليل الاصابه بعوامل الخطر التي تزيد من إحتمالات الإصابه بأمراض القلب خاصة وبأمراض الجهاز الدوري عامة ومنها الاوعية الدموية (مستوى الدهون في الدم غير سليم , داء السكري, أو إرتفاع أو إنخفاض ضغط الدم وغيرهم .) وامراض الشرايين التاجيه بالقلب في المستقبل . ووجد أيضا أن الاطفال اللذين تم ارضاعهم طبيعيا هم اقل عرضة للاصابه بداء السكري , وخصوصا من نوع (سكري الاطفال) . وقد يعود سبب ذلك الى التعود على تناول حليب الابقار – الذي ثبت علميا أنه يشكل أحد عوامل الخطر للاصابه بسكري الاطفال . في النهايه فإن هناك العديد من الادله والبراهين على ان الرضاعه الطبيعيه تساهم في تقليل خطر الاصابه بامراض مناعيه مثل امراض الحساسيه المختلفه والربو وغيرهم .
3. التطور الدماغي (المقصود به القدرات الذهنيه) : أظهرت معظم الدراسات وجود علاقه بين الرضاعة, لفتره لا تقل عن ستة أشهر وبين ارتفاع علامات اختبارات الذكاء (IQ) المختلفه في فترة الطفولة وفي فترة المراهقه . بالإضافة الى العديد من الدراسات أكدت أن الرضاعه تعود بالفائده على الانظمه الحسيه بالجسم حيث وجد أن تطور الاجهزه البصريه والسمعيه لدى الاطفال الذين تم ارضاعهم طبيعيا تكون أفضل من هؤلاء اللذين تناولوا الحليب الصناعي .
4. تخفيف التوتر : قد تفسر الرابطه العاطفيه بين الام والطفل خلال الرضاعة وبين بعض المواد النافعه التي يحصل عليها الطفل الذي تناول حليب الام , حقيقة اثبتتها العديد من الدراسات العلميه والطبيه والتي لا شك فيها اليوم وأصبحت من الحقائق :أن الرضاعه الطبيعيه تسهم كثيرا في تخفيف التوتر لدى الرضيع . على الرغم من أن الكثيرون منا لا يعتبروا الاطفال الرضع فئة معرضه للتوتر على وجه الخصوص , الا ان التأثير المهدىء والمضاد للالم الذي يتمتع به حليب الام يسهم الي حدا كبيرا في تطور الطفل من النواحي الاجتماعيه والعقليه , ويحسن أيضا العلاقات بين افراد العائله وخصوصا علاقة الأم المرضعه وطفلها الرضيع .