تحتفل الأوساط الطبيه باسبوع الرضاعة العالمي , وتركز منظمة الصحه العالميه بان يظل حليب الام هو مصدر الغذاء الرئيسي للطفل حتى يتم عمره نصف عام على الأقل ( دون تناول أطعمه صلبه في تلك الفتره ) . وتوصي منظمة الصحه العالميه أيضا بالاستمرار لاحقا (اضافة الى الغذاء الصلب) في الرضاعه الطبيعيه حتى يكمل الطفل سن السنة. وهذه التوصيات جاءت نتيجه الي العديد من الابحاث والدراسات الدقيقه , تدعمها ايضا الغالبية العظمى من السلطات والمنظمات الحكوميه والصحيه في جميع أنحاء العالم.
فوائد الرضاعه الطبيعيه بالنسبه للطفل :
توصي منظمة الصحه العالميه بان يبقى حليب الام هو المصدر الرئيسي لغذاء الطفل حتى يصل الى سن ستة أشهر , كما تنصح المنظمه بالاستمرار لاحقا (اضافة الى الغذاء الصلب) بالرضاعة الطبيعية حتى يبلغ الطفل سن السنه . هذه التوصيات, التي يعززها الكثير من الادله المستمده من العديد من الابحاث العلميه الدقيقه والدراسات الطبيه , والتي تشير الى فوائد الرضاعه الغذائيه بالنسبه للاطفال , تدعمها ايضا الغالبيه العظمى من السلطات الحكوميه والصحيه في جميع أنحاءالعالم . ومن المتبع تقسيم هذه الفوائد العديدة الى فوائد فورية (يحصل عليها الطفل أثناء فترة الرضاعه ) , وهناك أيضا العديد من الفوائد على المدى الطويل (خلال السنين والعقود التي تلي الانتهاء من الرضاعة وسوف نتناولها في مقال آخر ) .
الفوائد الفورية :
1. تحسين اداء الجهاز الهضمي – حيث يحتوي حليب الام على مركبات عديده تؤثر مباشرة وبشكل ايجابي على أداء الجهاز الهضمي لوظائفه . تقوم العديد من المواد الموجوده بلبن الأم , ” من بينها الهرمونات (كورتيزول, انسولين), عوامل النمو (EGF وغيرها ) والاحماض الامينية الحرة (تورين , جلوتامين) “, بتنظيم نمو وتطور جهاز الهضم لدى الطفل. تؤدي عوامل اخرى, مثل مضادات الالتهاب (IL-10), الى تقليل خطر الاصابه بالتهابات الجهاز الهضمي التي يهدد خطرها حياة الانسان . وعلى راس هذه الالتهابات مرض خطير وقاتل , يدعى الالتهاب المعوي القولوني الناخر (necrotizing enterocolitis-NEC). مركبات جهاز المناعه التي تتواجد بوفرة في حليب الام , مثل الاجسام المضادة (من نوع IgG و IgA) او خلايا جهاز المناعة (البلاعم – Macrophages), تقلل بشكل كبير, من خطر الإصابة بالتهابات في أعضاء الجهاز الهضمي .
تعتبر الانزيمات مركبا خاصا في حليب الام، ايضا, فهي تساهم في تنظيم وتنفيذ عملية الهضم السليمة وتحمي الجسم من خطر الاصابه بالالتهابات والامراض المعديه . في نهاية المطاف , ثبت بان التغذيه التي تعتمد على حليب الام تساهم في تكاثر البكتيريا النافعه ، او مادة الفلورا الموجوده في الامعاء بالجهاز الهضمي لدى الطفل , وهذا كله يصب في مصلحة مرحلة النمو .
بفضل هذه المركبات وغيرها, اثبتت الابحاث ان الرضاعه الطبيعيه, وبخاصة عند مقارنتها بالتغذية التي تعتمد على الحليب الصناعي , فإن الرضاعه الطبيعيه تحسن من اداء عمليات الهضم فيسيولوجيا لدى الطفل (حيث يكون تفريغ المعده أسرع, وسرعة عملية تفكيك الانزيمات وتحللها ، مثل اللاكتاز), كما انها تقلل من المخاطر التي قد يتعرض لها جهاز الهضم لدى الخدج (كفرط النفوذية) , وتقلل بشكل كبير من خطر حدوث مضاعفات فيروسيه والتهابية ، مثل حدوث الاسهال أو الالتهاب المعوي القولوني الناخر – NEC.
2. تاثير وقائي من خطر العدوى – اضافة الى الحمايه التي يوفرها حليب الام للجهاز الطفل الهضمي , فهو يوفر أيضا الحمايه من خطر الاصابه بالامراض العدوائية عامة. ويعود الفضل في ذلك الى وجود العديد من المركبات الخاصه التي لا تتوفر في الحليب الصناعي , وأهمها وجود أنواع من البروتينات (اللاكتوفيرين, الليزوزيمات, الاجسام المضادة من نوع sIgA), وكذلك الدهنيات (الاحماض الدهنية الحره , احادي الغليسيريد ), وكذلك يوجد في حليب الأم الكبروهيدرات (قليل السكاريد وبعض انواع البروتينات السكريه) , والمواد التي تساعد في تكوين خلايا الدم البيضاء (وبشكل رئيسي ، مثل العدلات والبلاعم , وهي خلايا ذات قدره كبيره في القضاء على العديد من العوامل التي تسبب الامراض ) .
تنعكس المحصله الاحصائيه لهذه المركبات الهامه وغيرها بنسبة اقل من الاصابة بالامراض المحتمله , وتقلل من زيارات الطبيب وتلقي العلاج في المستشفى وتحد من نسبة الوفاه لدى الاطفال الذين تم ارضاعهم بطريقه طبيعيه مقارنة بهؤلاء الذين تلقوا الحليب الصناعي بأنواعه المختلفه .
وقد لوحظ وجود فوارق ضخمه خصوصا في مجال الأمراض العدوائية في مرحلة الطفوله : كان الاطفال الذين حصلوا على الحليب الطبيعي اقل عرضة للاصابه بالامراض العدوائية في الجهاز الهضمي خمسة أضعاف عن الأطفال اللذين يتناولون الحليب الصناعي . كما ان احتمالات اصابتهم بامراض عدوائية في الجهاز التنفسي كانت اقل بنسبة تصل الي 65% (وعند الاصابه بالعدوى , كانت مدة المرض اقصر بشكل كبير حيث لوحظ شفاء الأطفال الرضع بحليب الأم أسرع ) . كما قلت احتمالات اصابتهم بالتهابات في منطقة الاذن الوسطى بمعدل 1,5 مرة , وقلت احتمالات اصابتهم بالتهابات المسالك البوليه وتضاءلت لديهم نسبة اصابتهم بالانتان – تسمم الدم – (Sepsis). وقد بقيت هذه المعطيات ذات اهمية ملحوظه حتى بعد المقارنة بين المعطيات الاوليه (مثل المستوى الاجتماعي للاسره, المستوى الثقافي … الخ) الخاصة بالاطفال الذين تغذوا على الحليب الطبيعي وهؤلاء الذين تلقوا حليبا صناعيا.