إبن الصياد ومقابلته للنبي صلى الله عليه وسلم :
اعتقد الناس زمن الصحابة أن ابن صياد هو الدجال.وقد ثبت في الصحاح أن النبي عليه الصلاة والسلام كان يشك في شخصا من يهود المدينة يقال له صافي بن صياد أنه هو الدجال , وعندما زاد وكثر شك النبي خرج بنفسه ليتأكد هل هذا الرجل فعلا هو الدجال أم لا؟ فخرج عليه الصلاة والسلام وخرج معه الفاروق عمر ابن الخطاب ووصل إلى حصن ابن صياد.
قال عمر : فتعجبت عندما رأيت النبي يتخفى خلف الأشجار وينتقل مسرعا من شجرة إلى أخرى حتى وصل بالقرب من ابن صياد وكان مستلقيا على الأرض يتمتم بكلمات لا تفهم , فأخذ النبي عليه الصلاة والسلام ينصت له محاولا ان يفهم ما يقول دون فائدة . وبينما هم كذلك خرجت من البيت أم ابن صياد وصاحت تقول يا صافي هذا محمد , فثار ابن صياد فقال النبي لو تركته (أي لو لم تصيح) لظهر لي أمره وبانت حقيقته هل هو الدجال أم لا.
فقام النبي يسأله يابن صياد أتشهد أني رسول الله فقال أشهد بأنك رسول الأميين . وقال ابن صياد للنبي عليه الصلاة والسلام أتشهد بأني رسول الله (والعياذ بالله) فقال آمنت بالله ورسله، آمنت بالله ورسله , ثم قال : يابن صياد قد خبأت لك خبأه (والمعنى انني اخترت لك كلمه في نفسي حاول أن تعرف ماهي) فقال ابن صياد ‘ الدخ.. الدخ.. الدخ ‘ فقاله له النبي (أخسأ فلن تعدو قدرك) ثم أن عمر سأل النبي ما خبأت له يارسول الله فقال: خبأت له كلمة ‘ الدخان ‘ وعرف ابن صياد نصفها عندما قال ‘ الدخ.. الدخ ‘ .
فقال عمر يارسول الله دعني اقطع عنقه فقال : دعه يا عمر فإذا كان هو الدجال فلن تسلط عليه وإذا لم يكن هو فلا خير لك في قتله. فأنتشر أمر ابن صياد وشكوك النبي فيه بين الناس حتى ان عمر بن الخطاب كان يقسم امام النبي انه هو الدجال والنبي عليه الصلاة والسلام لا ينكر عليه. فقام الناس يحذرون ابن صياد .
حديث أبو ذر الغفاري عنه :
وعن زيد بن وهب قال: (قال أبو ذر لأن أحلف عشر مرات أن ابن صياد هو الدجال أحب إليّ من أن أحلف مرة واحد أنه ليس به) رواه أحمد . وبعد وفاة النبي روى عبد الله ابن عمر ابن الخطاب ما حادثة حدثت له مع ابن صياد وذلك أن ابن صياد قد كثر ماله وولده حتى أصبح من أكثر الناس مالا وولدا فرآه عبد الله ابن عمر ومعه مجموعه من الصحابة رضوان الله عليهم في أحد أزقة المدينة وإذا ابن صياد قد أصبح أعور فتوجه إليه ابن عمر وقال له متى فعلت عينك ما أرى يابن صياد؟ فقال لا أدري قمت ووجدتها هكذا .
قال له ابن عمر لا تدري عن عينك وهي في رأسك! فقال ابن صياد لو شاء الله لجعلها في عصاك فغضب عليه ابن عمر وضربه بالعصا التي كانت معه عندها غضب ابن صياد غضبه شديدة وانتفخ انتفاخه عجيبة لم نر مثلها قال ابن عمر : فتوجهت بعدها إلى بيت أختي حفصة ا (أم المؤمنين وزوج النبي عليه الصلاة والسلام) وأخبرتها ماحدث لي مع ابن صياد فلامتني على ذلك وقالت لي ألا تعلم أن النبي قد أخبرنا أن الدجال يخرج من غضبة يغضبها.
إسلام إبن الصياد :
ولكن مع تقدم الأيام أسلم صافي ابن صياد وذهب حاجاً إلى بيت الله الحرام في مكة المكرمة وذكر ذلك في صحيح مسلم عن أبي سعيد الخدري قال : بينما نحن في طريق العودة إلى المدينة من الحج توقفنا وتفرق الناس للراحة ولم يبقى عندي إلا ابن صياد فاستوحشت منه وقلت له لو ذهبت إلى ذلك الظل أريـد ان ابعده عني فلما ذهب ووضع متاعه بعيدا عني رجع إلى ومعه لبن يريدني أن اشرب منه فقلت له ان الحر شديد وهذا اللبن حار لا اريد ان اشربه ومابي من شيء إلا انني أكره أن اشرب من يده فجلس بجانبي .
قال لي يا أبا سعيد لقد هممت أن آخذ حبلاً وأعلقه في شجرة وأخنق نفسي فيه مما يقول عني الناس بأني أنا الدجال وانت من صحابة النبي ولا تخفى عليك أحاديثه وهو الذي قال أن الدجال كافرا وانا مسلم وأن الدجال لا يدخل مكة أو المدينة وانا غير ذلك وأن الدجال لا يولد له وأنا لدي الأولاد أما والله أني لا أعلم الدجال ولا أعلم اين هو فقال له أبا سعيد : أيسرك أنك أنت الدجال فقال ابن صياد لو عرض علي لما كرهت. رواه مسلم .
أيامه الأخيره :
وكان مما زاد الشكوك في ابن صياد أنه في آخر حياته مات له جميع أولاده وبقي بلا عقب وعندما وقعت معركة الحرة بين جيش الحجاج بين يوسف الثقفي وأهل المدينة خرج ابن صياد للقتال مع أهل المدينة وفقد وبحثوا عنه ولم يجدوه مع الأحياء أو بين الأموات ومن هنا كثيرا من العلماء يشك بأنه هو الدجال والله أعلم.