لا ينكر خبراء كرة القدم فى جميع أنحاء العالم أن كأس العالم القادمه بالعاصمه الروسيه موسكو سيكون لراقصي السامبا إذا سارت الأمور بطبيعتها كما يجب . وهذا الكلام والرأي ليس من فراغ , ولكن نتيجة تأمل الأداء البرازيلي فى الفتره الماضيه . فالبرازيل أولي الفرق الكرويه التى وصلت لنهائيات الكأس قبل إقامتها بعام كامل .
خاضت البرازيل 9 مباريات تمهيديه فى تصفيات كأس العالم 2018 , وأحرز الفريق البرازيلي 27 نقطه , بمعنى أنه لم يخسر أو يتعادل فى مباراه واحده , ويكفيه فخرا هزيمتة لفريق الأرجنتين ذهابا وإيابا . ولم يدخل شباك البرازيل سوى هدفان فى 9 مباريات , وهذا يدل على أن البرازيل عالجت الأخطاء الدفاعيه التى أطاحت بآمالهم فى الفوز بالكأس الأخيره 2014 التى ضاعت منهم وهم يلعبون على أرضهم ووسط الجماهير التى تعشق السامبا . الجماهير البرازيليه لن ولم تنسى الهزيمه المريره لفريق بلادهم على ستاد بيلو هوريزينتي بالعاصمه البرازيليه من منتخب الماكينات الألمانيه بسبعة أهداف مقابل هدفا واحدا !
منذ فوز البرازيل بكأس العالم 2002 الذى أقيم بكوريا واليابان , لم تحرز البرازيل اللقب , ربما للغرور الذى كان مسيطرا على لاعبى المنتخب البرازيلى , وربما لضعف خط الدفاع حيث أن البرازيل تعتمد على طرق هجوميه طيلة ال 90 دقيقه من عمر المباراه . الآن دفاع البرازيل هو أقوي خطوط الفريق !
ولنا الملحوظات التاليه :
1- رغم الشهره الكبيره والمجد الرياضى لمدرب الفريق كارلوس دونجا , تمت إقالته بسبب سوء نتائج البرازيل بكأس كوبا أمريكا 2016 , وإسناد التدريب لتيتى ( أدينور باكي ) .
2- لم يخسر فريق البرازيل نقطه واحده أو يتعادل تحت قيادة تيتي لمعالجته الأخطاء الدفاعيه بنجاح . هذا المدرب لا يعرف ما هى الهزيمه ولا يعرف التعادل فى جميع المباريات التى خاضها مع المنتخب , لدرجة فوزه على راقصي التانجو فى عقر دارهم بالأرجنتين .
3- منح تيتي الثقه لكل لاعبي منتخب البرازيل , وتخلى عن القسوه فى التدريبات . أعاد اللاعب المستبعد تياجو سيلفا بعد أن أستبعده المدرب السابق كارلوس دونجا . كما وثق فى داني الفيس ومارسيلو فتألقا فى التصفيات , اعتمد على جابريل خسيوس ونيمار فى الهجوم , أكتشف أثنان من أمهر صانعي الألعاب فى تاريخ كرة القدم وهم باولينيو وكوتينهو فى وسط اللعب . ويعتبر البرازيلي فيليبي كوتينهو – والذى يلعب لفريق ليفربول الإنجليزى – أفضل صانع ألعاب للبرازيل منذ إعتزال رونالدينيو , بالإضافه الى قدرته على إحراز الأهداف حيث سجل أربع أهداف للبرازيل فى مباريات التصفيات المؤهله لكأس العالم .
4- عدل من طريقة لعب نيمار التى يلعب بها فى برشلونه , والتى تعتمد على خلق وإيجاد فرص التهديف للويس سواريز وليونيل ميسي . أصبح نيمار قائدا للسامبا , يبدأ الهجمات ويستعرض مهاراته وينهى الهجمات ويسجل أهداف ويوجه زملاؤه فنيا . جعل نيمار القائد الذى يطاع على أرضية الملعب , زادته ثقه وتخلى عن قصات شعره الغريبه للتركيز فى كرة القدم !
5- نجح تيتي فى إعادة الكبرياء لجماهير السامبا بعد الأداء المخيب لمنتخبهم بكأس العالم 2014 , ثم أداء أكثر سوأ فى كأس كوبا أمريكا 2016 . عالج تيتي ثغرات الدفاع بمهاره , وزاد من قدرة البرازيل الهجوميه حتى ينشغل الفريق الآخر بالدفاع عن مرماه , ولا يفكر فى بدء الهجوم على مرمى البرازيل .