كيف يحافظ الأطفال على نعمة البصر؟
يحدثنا اليوم الدكتور محمد عاطف ابراهيم عبد الله , طبيب وجراح العيون بمستشفى اليوم الواحد بسوهاج , وعضو الجمعية الرمدية المصرية . ويناقش قضية : كيف نحافظ لأطفالنا على نعمة البصر ؟
هناك بعض العادات السيئة والممارسات الضارة التي قد لا تظهر آثارها على الطفل في حينه . فخلايا جسم الطفل وأنسجته ما زالت غضة نشطة وقادرة على التحمل وإصلاح الضرر أو إخفائه على الأقل . لكن هذه الأضرار تتراكم حتى تتفاقم وتظهر في سن متأخرة حين لا ينفع الإصلاح أو الندم .
احذروا الأشعة فوق البنفسجية :
نعلم أن الطيف المرئي من أشعة الشمس يمتد بين الأشعة الحمراء (الأطول موجة والأقل تردداً) والأشعة البنفسجية (الأقصر موجة والأعلى تردداً). لكن ضوء الشمس يتضمن أيضاً أشعة لا تراها عيوننا . ومن هذه الأشعة غير المرئية تلك المسماة فوق البنفسجية (ترددها أعلى من تردد الأشعة البنفسجية) . معظم هذه الأشعة تحجزها طبقة الأوزون في أعالي الغلاف الجوي .
عندما تتعرض لأشعة الشمس لزمن طويل . يتضرر الجلد بتأثير الأشعة فوق البنفسجية، وقد يؤدي ذلك لسرطان الجلد . وبالمثل، فإن أنسجة العين تعاني من التأثيرات المدمرة لهذه الأشعة. لكن التأثير قد لا يظهر إلا متأخراً بعد سنوات , ومما يزيد في ضررهما أن العين لا تبصر أياً منهما. وحتى عندما يكون الجو غائماً، فإن هذه الأشعة تنتشر وتتلف أنسجة العين .
عينا الطفل أكثر تضرراً :
تمتلك العين ، لحسن الحظ وسائل حماية طبيعية. ففي القرنية، على سطح العين، وداخل عدسة العين، توجد جزيئات صبغية(ملونة) خاصة تمتص الأشعة فوق البنفسجية وتمنعها من الوصول للأنسجة البالغة الحساسية في قعر العين . ونعني بها أنسجة الشبكية . بفضل هذه المرشحات أو الفلاتر الطبيعية، لا يصل شبكية العين إلا ما نسبته 1% من هذه الأشعة الخطرة .لكن هذا ينطبق فقط على البالغين. أما لدى الأطفال، دون سن الثالثة عشرة ، فيقدر أن نحو ثلثي الأشعة فوق البنفسجية تخترق عدسة العين وتصل الشبكة .
تفسير هذه الظاهرة بسيط , إن الأصباغ الحامية من خطر الأشعة فوق البنفسجية في عدسة عين الطفل تكون قليلة جداً ، وهي تزداد مع تقدم العمر، حيث تصبح العدسة صفراء اللون وأقل شفافية وبالتالي أقل تمريراً للأشعة الضارة . ولا تكتمل قدرة العين على حماية نفسها إلا بسن الخامسة والعشرين . ويزيد من خطورة الأمر لدى الأطفال أن بؤبؤ العين ، أي الفتحة التي يدخل عبرها الضوء إلى العين ، يكون أكبر منه لدى البالغين ، مما يعني زيادة كمية الضوء الداخلة إلى العين ، ومن ضمنه الأشعة الضارة .
التهاب القرنية :
في الواقع لا يعاني الطفل من تلف فوري للعين . ولعل الضرر الأكثر حدوثاً هو التهاب القرنية (Keratite) , ولكنه التهاب سطحي وغير خطر. وتظهر آثار هذا الالتهاب في حساسية مفرطة تجاه الغبار وشعور بالألم والوخز، وتأثر الرؤية. وينتج التهاب القرنية عادة عن تعرض مفرط للأشعة .