لايعرف الكثيرون أن الفنانه الراحله سناء جميل واجهت حياه قاسيه منذ مولدها الى وفاتها , ورغم الظروف الصعبه التى كانت تمر بها إلا إنها أبدعت فى تقديم أعمالها الفنيه المختلفه وكانت تضحك المشاهد فى أدوارها الكوميديه وتبكيه بجديتها فى الأدوار الدراميه الجاده .
البدايه :
ولدت سناء جميل – شقيقة توأم – فى أسره صعيديه مسيحيه بمركز ملوى بمحافظة المنيا فى عام 1930 , وإسمها الحقيقى ثريا يوسف عطا الله . تربت فى أسره محترمه فوالدها محامى يعمل فى المحاكم المختلطه التى تم إلغاؤها فى 1936 ووالدتها حاصله على درجة الليسانس من كلية البنات الأمريكيه بأسيوط . وعاشا فى مدينة ملوى حتى 1939 حيث أستقروا فى القاهره وألحقوا إبنتهم ثريا ( سناء ) بمدرسة المير دى دييه الفرنسيه الداخليه وهى فى عمر التاسعه , ثم أختفى الوالدان وشقيقتها التوأم حتى الأن ربما ماتوا وربما سافروا للعمل بالخارج , ولم تراهم مرة أخرى حتى موتها .
وإستمرت سناء فى الدراسه حتى أنهت المرحله الثانويه والتحقت بالمعهد العالى للفنون المسرحيه , وواجهتا صعوبة عدم معرفتها التحدث بالعربيه جيدا حيث أن دراستها كانت باللغه الفرنسيه , وكان لها شقيق يقيم بالقاهره فطردها وأعلن تبرؤ العائله منها لحبها للتمثيل وقيامها بأداء عدة مسرحيات باللغه الفرنسيه . ولكن المخرج الراحل زكى طليمات وفر لها سكنا بشارع عبد العزيز إيجاره 4 جنيهات شهريا وألحقها بإحدى الوظائف بمرتب 12 جنيها شهريا كانت تدفع 6 جنيهات منهم لتتعلم كيفية تفصيل الملابس وتزيين المفروشات !
حياتها الفنيه :
كان أول أدوارها فى التمثيل بالسينما عام 1951 , ثم إنضمت لفرقة فتوح نشاطى المسرحيه . وقامت بأدوار ثانويه فى أفلام سلوا قلبى , بشرة خير , حرام عليك , ثم دور نفيسه فى بدايه ونهايه بعد إعتذار الفنانه فاتن حمامه عن القيام بالدور , وكان بدايه ونهليه شهادة مولدها كنجمه , ولاتنسى سناء جميل أن حاسة السمع لديها ضعفت جراء الصفعه التى وجهها عمر الشريف اليها فى بدايه ونهايه حيث أن عمر الشريف أنفعل وضربها ” قلما ” بعنف أفقد إحدى أذنيها حاسة السمع .
قدمت سناء جميل فى حياتها الفنيه 9 مسرحيات منهم واحده بالفرنسيه بباريس لرائعة سترندبرج ” رقصة الموت ” , و15 مسلسلا و46 فيلما . فهى تجيد دور السيده الأرستوقراطيه التى تتقن التحدث باللغه الفرنسيه , وتجيد دور الفلاحه زوجة العمده فى الزوجه الثانيه , وتجيد دور التاجره التى تتحدث وهى تدخن الشيشه وتتحدى أقوى الرجال , وتجيد نقل صورة الحياه الواقعيه كما هى .
حب لويس جريس :
كانت سناء جميل صديقه لصحفيه سودانيه تدعى خديجه تدرس بالقاهره وتتدرب فى مجلة روز اليوسف تحت إشراف الصحفى الشاب لويس جريس . وعند سفر خديجه للسودان أقامت لها سناء جميل حفلا خاصا بمنزلها , وكان لويس جريس أحد المدعويين , وعند خروج لويس من المنزل عقب إنتهاء الإحتفال مازحته سناء ” يالويس معاك تلاته تعريفه ؟” حيث أن ثمن المكالمه الهاتفيه وقتها قرش ونصف القرش , رد عليها لويس أن معه قرشان صاغ . قالت سناء ” عال خالص , هأستنى منك تليفون بكره الساعه 12 الظهر .”وهذه كانت بدايه لقصة حب جمعت بينهما .
كانت سناء جميل تردد كثيرا أقوال مثل ” والنبى ” , ” والله العظيم ” , “ربنا كبير ” وغير ذلك من العبارات التى يرددها المسلمون لإختلاطها الدائم بزهرة العلى وسميحه أيوب وغيرهم , ذلك جعل لويس جريس يظن أنها مسلمه .وفى إحدى مقابلاتهم قال لها لويس ” عارفه يا سناء لو مكنتيش مسلمه كنت أتقدمت لك للجواز ” إبتسمت سناء بفرحه قائله ” يالويس أنا مسيحيه وموافقه أتجوزك ” . أسرع لويس الى الكنيسه لإتمام مراسيم الزواج ولحق به 7 سيارات محمله بكل من يعمل فى روز اليوسف .
معارضه :
عندما سمع الأستاذ مصطفى أمين بهذا الخبر أستدعى صديقه لويس جريس ونصحه بالإبتعاد عن هذا الزواج لعدم تكافئ الطرفان فهى نجمة السينما ذائعة الشهره والصيت . وأن أى نجاح سوف يحققه هو فى عالم الصحافه سوف يفهم أنها هى وراء ذلك . إلا أن لويس أصر على إتمام الزواج فى 1961 , وكانت سناء تبلغ 31 عاما . طلبت سناء ألا تنجب ووافق لويس على هذا .