زارت مصر بعثه تنقيبيه مرسله من جامعة ” ديلاوير ” أكبر الجامعات البولنديه , وتوجهت البعثه لممارسة عملها بمنطقة البحر الأحمر , وبالتحديد بمنطقة برنيس التى كانت ميناء قديم لمصر على سواحل البحر الأحمر .
وأثناء عمل البعثه هناك لاحظ علماء الأثار وجود منطقه مستويه بين عدة مناطق مرتفعه . وبتكثيف البحث تم إكتشاف مقبره جماعيه لحيوانات محنطه يعود تاريخها الى أكثر من 2000 عام . ومن حيوانات المقبره وجد العديد من الكلاب والقرود والقطط . ولاحظ المكتشفون أن تلك الحيوانات تم دفنها بطريقه غير تقليديه تشير الى مدى إحترام أصحاب تلك الحيوانات لهم , ووجد أن الكلاب والقطط والقرود المدفونه يرتدوا أساور حديديه مرصعه بالكثير من الأحجار الكريمه مثل الألماس والياقوت والزبرجد , ووجد كميات من المشغولات الذهبيه وأوانى مزينه بالأحجار الكريمه . كما لوحظ أن تلك الحيوانات لاتنام على الأرض , ولكن يدفنون على سجاد فاخر فى حجم الحيوان المدفون فوقه .
ومن المعروف أن برنيس تقع فى جنوب مدينة مرسى علم , أبعد مناطق محافظة البحر الأحمر جنوبا , وهى قريبه من منطقة “حميثره” التى يقصدها الأف الصوفيون لزيارة العارف بالله الشيخ ” أبو الحسن الشاذلى ” . ولقد سكن الرومان تلك المنطقه طوال القرنين الأول والثانى بعد الميلاد . وكانوا يسمون تلك المنطقه بإسم مدينة ” نيراسكا ” , وكانت ميناءا هاما للرومان على البحر الأحمر , وكانت مدينة “نيراسكا ” واحده من أكبر المراكز التجاريه الرومانيه المعروفه . منطقة ” الهراس ” : أما عن المنطقه التى تم الكشف بها فتسمى ” الهراس ” , وهى إحدى قرى برنيس .
وقد سبق إكتشاف مقابر جماعيه أخرى لحيوانات بها عام 2011 . وقيل يومها أنها تخص الدوله القديمه . ومن المعروف لعلماء الأثار أن هذه الحيوانات يتم دفنها بمناطق قريبه لمقابر أصحابهم . وبتكثيف البحث فى المنطقه لم توجد مقابر بشريه بالمنطقه , ولم توجد جثث مدفونه بالقرب من مقابر الحيوانات . وأقرب مقبره بشريه توجد على بعد 7 كيلومترات فى منطقة الميناء العسكرى القديم . ووجد أيضا أن جثث الحيوانات أقدم دفنا من الجثث البشريه المدفونه بالميناء العسكرى القديم بنحو ثلاثة قرون . ونود أن نشير الى أن الملكه الفرعونيه الشهيره ” حتشبسوت ” سافرت فى القرن الخامس عشر قبل الميلاد الى بلاد بونت ( حاليا الصومال وأثيوبيا ) من ميناء برنيس . وكان هذا الميناء موسميا يعمل فى فترات يحددها إتجاه الرياح وسرعة التيارات المائيه بالمنطقه . وعند وصول الرومان الى مصر أتخذوه ميناءا لهم ومركزا تجاريا , وشيدوا طرق خاصه للسفر من منطقة النيل الى البحر الأحمر .