نبي من أنبياء الله-عز وجل-، اصطفاه الله ، فهو يعقوب بن إسحاق بن إبراهيم -عليهم السلام – ، وهو ابن سيدنا إسحاق يقال له “إسرائيل” وتعني عبد الله ، كان نبيا لقومه ، وكان تقيا . بشرت به الملائكة جده إبراهيم وزوجته سارة عليهما السلام وهو والد يوسف قال تعالى : (فبشرناها بإسحاق ومن وراء إسحاق يعقوب) [هود: 71] .
ولد يعقوب -عليه السلام- محاطًا بعناية الله ورحمته، سائرًا على منهج آبائه ، وكان ليعقوب اثنا عشر ولدًا سمَّاهم القرآن الكريم بالأسباط ، وكان أجلهم قدرًا ، وأنقاهم قلبًا ، وأسلمهم صدرًا ، وأزكاهم نفسًا ، وأصغرهم سنًا ، يوسف -عليه السلام- ، لذا كان يعقوب -عليه السلام- يحوطه بمزيد من العناية والحنان وهذا شيء طبيعي ، فالأب يحنو على الصغير حتى يكبر ، وعلى المريض حتى يبرأ .
وكان يعقوب -عليه السلام- مثالاً يحتذى للأب الذي يقوم بتربية أولاده على الفضيلة ، فيقوم بأمرهم ، ويسدي لهم النصح ، ويحل مشاكلهم ، إلا أن الشيطان زين للأبناء قتل أخيهم يوسف لما رأوا من حب أبيهم له ، لكنهم بعد ذلك رجعوا عن رأيهم من القتل إلى الإلقاء في بئر بعيدة ، لتأخذه إحدى القوافل المارة ، وحزن يعقوب على فراق يوسف حزنًا شديدًا ، وأصابه العمى من شدة الحزن، ثم ردَّ الله إليه بصره ، وجمع بينه وبين ولده .